النسبة التقريبية ط
للأستاذ أحمد العرادي
منذ
القِدَمْ ،
لاحظ الإنسان
أنّ النسبة
بين محيط
الدائرة و
قطرها ثابتة
دائماً ،
فكان
المزارع إذا
ما ضاعف قطر
الحقل
الدائري الذي
سيزرعه ، فهذا
يعني أنه
سيضاعف
محيط السياج
الذي سيضعه
للحقل ، وهي
النسبة التي
اصطلحنا
عليها اسم p
فقلنا p = المحيط :
القطر
بمعنىً آخر ،
إذا كان لدينا
دائرة قطرها
وِحْدَةٌ
واحدة ، فإن
محيطها سيكون
p
وحدة . و
النسبة p
عندما تسأل أي
طالب في
المرحلة
الإعدادية عن
قيمتها ، فإنه
سيجيبك
مرتجلاً
بأنها تساوي
أو
3.14 تقريباً ، و
لكن من
تَعَرَّفَ
على p
عن كثب ، يعلم
بأن هذا العدد
عدد غير نسبي
، و أن ما
تَلَقَّاهُ
الطالب من
تَلْقين ما هي
إلا نسبة
تقريبية لا
أكثر و لا أقل .
في
البدء ، لابد
أن نتذكر بأن
الدائرة
موجودة في كل
ما حولنا
، فهي الشمس
والقمر
وبؤبؤ العين
و العجلة ،
ولهذا فإن فهم
الدائرة
بشكل أفضل يعني لنا
فهم
تكنولوجيا
متقدمة
لحضارة رائدة.
ففي
العصور
الغابرة ، وصف
أحد الكهنة
حمام السباحة
بأحد
المَصَحَّات
قائلاً : ((
عُمِلَ بحر
دائري ، طول
المسافة من
الحافة إلى
الحافة لها
عشرة أذرع ، و
ارتفاعها
خمسة أذرع ،
فيكون طول
الخط الذي
يدور حوله
ثلاثون
ذراعاً )) ، و
يبدو من هذا
الوصف أن
القدماء
اهتموا
بمعرفة قيمة p
وقدروها بـ 3 ،
و هذه القيمة
أقل من الواقع
بحوالي 5 %
، هذا و قد
قُدِّرَتْ
عَبْرَ
العصور وفقاً
للجدول
التالي :
Person
/ people |
year |
Value
|
Babylonians |
~
2000 BC |
3
1/8 |
Egyptians |
~
2000 BC |
(16/9)^2
= 3.1605 |
Chinese |
~
1200 BC |
3 |
Old
testament |
~
550 BC |
3 |
Archimedes |
~
300 BC |
![]() |
Ptolomy |
~
200 AD |
377/120
= 3.1466 |
Chung
huing |
~
300 AD |
|
Wang
fau |
263
AD |
157/50
= 3.14 |
Tsu
Chung-chi |
~500
AD |
![]() |
Aryabhatta |
~500 |
3.1416 |
Brahmaggupta |
~600 |
|
Fibonacci |
1220 |
3.141818 |
Ludolph
van ceulen |
1596 |
Calculatesp
to 35 decimal places |
Machin |
1706 |
100
decimal places |
Lambert |
1766 |
Proves
that
p
is irrational |
Richter |
1855 |
500
decimal places |
Lindeman |
1882 |
Proves
that p
is transcendental |
Ferguson |
1947 |
808
decimal places |
Pegasus
computer |
1957 |
7840
decimal places |
IBM
7090 |
1961 |
100000
decimal places |
CDC6600
|
1967 |
500000
decimal places |
Modern
computer |
1998 |
200
million decimal places |
و لنا أن
نتوقف عند
محطتين في
الجدول
السالف
الذِّكْرْ ، و
هما التالي :
1)
كانت تسيطر
على الإغريق
فكرة حل
المسائل
الثلاث
الشهيرة ، و
هي مضاعفة
المكعب ، و
تثليث
الزاوية –
تقسيم
الزاوية إلى 3
أجزاء
متساوية - ، و
تربيع
الدائرة ، و
فكرة تربيع
الدائرة تكمن
في رسم مربع
على دائرة
بحيث تتساوى
مساحة المربع
بمساحة
الدائرة ،
فإذا كان طول
قطر الدائرة
يساوي وحدة
الطول ،
نستطيع أن
نقول بأن
مساحة
الدائرة هي
p
وحدة
مربعة واحدة،
و هذا يعني أن
طول ضلع
المربع يساوي
p
، و هنا توقف
الإغريق لحل
تربيع
الدائرة
بالفرجار ، و
كان رائدهم في
ذلك المجال هو
عملاق دراسات
الرياضيات و
الطبيعة
القديمة
أرخميدس ،
فكيف كان ذلك ؟
في
الواقع ، إن
محاولات حل
هذه المسألة
تملأ سجلات
تاريخ
الرياضيات
منذ أيام
فيثاغورث . و
كان أرخميدس
أول من عرف أن
الصعوبة تكمن
في التعريف .
فعندما نتحدث
عن مساحة
المثلث ،
فإننا نستطيع
تعريف
مصطلحاتنا و
تحديدها بدقة .
و نفس الشيء
بالنسبة
لبقية
المضلعات . و
لكن ماذا نعني
بالمساحة
المحدودة
بمنحنى؟
صحيح
أننا نستطيع
أن نحددها
بأضلاع و
أشكال متعددة
من الأضلاع
المنتظمة من
الداخل ، و
الخارج ، و لكن
المساحة
نفسها لا يمكن
تعريفها بدون
إيجاد عمليات
و حدود تقارب
ال مالانهاية
، إن لم تكن هي
ال مالانهاية
نفسها.
و هكذا
أصبحت مسألة
تربيع
الدائرة
بُعْبُع
الرياضيات ، و
إيجاد قيمة p
النسبية غاية
تتطلع لها
عقول و قلوب
ذوي العقول
الراجحة في
الرياضيات ، و
هذا ما نلاحظه
من الجدول من
الفترة
الزمنية
التالية لزمن
أرخميدس ،و
الذي أصبح
الكل يتبارى
من أجل الوصول
إلى التعبير
الدقيق لقيمة
p
لدرجة قال
فيها الفلكي
الأمريكي
سيمون
نيوكومب
مؤكداً فائدة
إيجاد قيمة
p
: (( تكفي عشرة
أرقام عشرية
لإيجاد محيط
الكرة
الأرضية إلى
كسر من البوصة
، و ثلاثون
رقماً عشرياً
تعطي محيط
العالم
المرئي جميعه
إلى مقدار لا
يمكن تصويره
بأقوى
تيليسكوب )) ، و
هذا ما قد يقود
إلى اكتشاف
نوع من
الانتظام في
تتابع
الأرقام
العشرية قد
يساعدنا على
معرفة طبيعة
العدد p
.
و هكذا
بدأت البشرية
تحصد التقدم
في إيجاد عدد
الأرقام
العشرية
لقيمة p
وفقاً للجدول .
و هنا لا
يفوتنا أن
نذكر بأن آخر
النتائج عام 1998
قد أكدت أن أحد
الكمبيوترات
الحديثة قد
توصل إلى
إيجاد قيمة
p
مقربة لأقرب 200
مليون منزلة
عشرية .
2)
شهد العام
1766م تغيير
مسار المسألة
، و ذلك
بالإطاحة
بفكرة تربيع
الدائرة –
الحلم الذي لم
يتحقق –
من الأساس . و
ذلك بعد أن
أثبت دي
لامبرت أن
p
ليس عدداً
نسبياً ، و هذا
ما كبح النشاط
المحموم
لإيجاد قيمة p
بالدقة
المطلوبة ، و
هكذا باءت
جهود ألفي عام
من التعب و
الشقاء
بالفشل ، و
أحلام
الباحثين عن
مقعد لدى صفوة
ذوي العقول و
المجد قد
أصبحت هباءاً
منثورا، لا
سيما و أنه سحق
– و لم ينفِ – بهذا
القيمة التي
وجدها
فرانسوا فيتي
و التي تقول :
و القيمة
التي توصل
إليها جون
ويلس و هي :
و كذلك
أويلر في
معادلته
المشهورة :
لتحسم
بذلك مسألة
تربيع
الدائرة و
تتقدم إلى
الوجود فكرة
الترف ،
بإثبات
التقدم
التكنولوجي
بإيجاد قيمةp
مقربة
لأكبر قدر
ممكن من
المنازل
العشرية ، و ما
زالت القصة
مستمرة في
مجالها
التكنولوجي ،
فهل من نهاية ؟
والله أعلم